الاستاذ الناصري بين انتفاضة الخبز وإصلاحات السيسي الاقتصادية .



الصورة من أحداث يناير 77 " انتفاضة الخبز "

على مدى ثلاثين عاما .دائماً ما تفاخر بأنه أحد أبناء جيل السبعينيات السياسي وبمشاركته فيما يسميه "انتفاضة البطون الجائعة "والتي تعرف بأحداث "يناير 77 " ويلعن السادات كلما تذكر انه سماها بانتفاضة الحرامية .كان يعتبرها الحدث المصري الأكبر في تاريخ القرن العشرين بعد مظاهرات 1919 حتى قبل حرب أكتوبر . يتنهد تنيهدة طويلة يسترجع بها ذكريات تلك الأيام ويُعلق بجملته المشهورة " السبعينيات كان فيها رجالة " ويستفيض في شرح ماحدث بتفصيل وانحياز عظيم للجموع التى خرجت من أجل كسرة خبز أو بضعة قروش .السادات احتال على الناس .ادعى انه يصلح اقتصاد ولكنه أراد قتل ما تبقى من الفقراء ، رئيس فاشل لم يكن يوماً باراً بشعبه وبلده ،ولم يكن معه أي تأييد شعبي ومع ذلك يأخذ قرارات خطيرة لا تخدم إلا اللصوص وأصحاب المصالح الخاصة .ثم يستكمل في صب الغضب على السادات بلسان اشتراكي مبين  طاعناً في شخصيته وقراراته ونظام حكمه وانحيازاته وأهوائه الفاسدة .لا ينقصه فى كل مرة إلا أن يسب الدين للسادات وللذين أنجبوه وأتوا به للدنيا. قال عنه مره أنه خطا عبد الناصر الوحيد .. 

غير  اني سمعته بالأمس يتحدث مع ثلاثة شباب من مرتادي المقهى - بدا عليهم أنهم يحبون حديثه في السياسة ويقدرون أرائه -عن الزيادات الأخيرة في الأسعار .فاتحه أوسط الثلاثة في الحديث بسؤال عن رأيه في ارتفاع الأسعار اللذي زاد عن حده .رد الأستاذ بادئاً كلامه بالمثل القائل "خيراً تعمل شرا تلقى " .
ثم مستطرداً فى حديثه وهو ينظر إلى أوسط  الثلاثة بقصد رمي الكلام "الظاهر إن الشعب ده الفقر لحس دماغه .ماعادش عارف مصلحته ولا عايز يستحمل عشان خاطر البلد " وأخذ يشرح للمستمعين الثلاثة معنى الدعم ، وكيف ان الدول المتقدمة لاتعرف معنى الدعم وكيف يشوه الدعم جسد الاقتصاد المصري وكم مليونا ستوفرهم القرارات الأخيرة لخزينة الدولة فاعترضه أحدهم متسائلاً :-
 بس دي الحاجة هتولع ومش هنعرف نعيش .المواصلات ، والعيش . والأكل كله هيغلى !!
 لكن الأستاذ أجاب بثقة بالغة : يومين بالكتير إن شاء الله والحكومة هتظبط كل حاجة.أسعار السلع وتسعيرات المواصلات .والسولار ووالبنزين .هيبقى فيه زيادة فى الاسعار برضه بعد ماتنظبط بس نتعب شوية ونستحمل عشان خاطر ولادنا .نتعب سنتين بس بعدكده ولادي وولادك يعرفوا يعيشوا يعرفوا يتعلموا يعرفوا يتجوزوا ولخمسين سنة قدام هتبقى العيشة طبيعية  ونرجع تاني زي أيام عبد الناصر .
فرد الثالث مستدركاً : أه .. يعنى القرارات دي في مصلحة البلد والناس .
الأستاذ: طبعا .
وتسائل مرة أخرى ليطمئن :ومفيش حاجة اسمها دعم بالشكل ده ورفع الاسعار ده منطقي .
فأجابه الأستاذ : تمام .منطقي .
فقال الأوسط بلهجة ساخرة :طب ما كنتوا  سبتوا السادات يعمل كده .. منكوا لله انت وزمايلك بتوع 77 أخرتوا الاصلاح فى البلد 40 سنة .!!!!! 

تعليقات