Civil state
الحياة المدنية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحياة المدنية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب "العقد
الاجتماعي"
جان جاك روسو
ترجمة : محمد الشيوى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
THE PASSAGE from the
state of nature to the civil state produces a very remarkable change in man, by
substituting justice for instinct in his conduct, and giving his actions the
morality they had formerly lacked. Then only, when the voice of duty takes the
place of physical impulses and right of appetite, does man, who so far had
considered only himself, find that he is forced to act on different principles,
and to consult his reason before listening to his inclinations. Although, in
this state, he deprives himself of some advantages which he got from nature, he
gains in return others so great, his faculties are so stimulated and developed,
his ideas so extended, his feelings so ennobled, and his whole soul so
uplifted, that, did not the abuses of this new condition often degrade him
below that which he left, he would be bound to bless continually the happy
moment which took him from it for ever, and, instead of a stupid and
unimaginative animal, made him an intelligent being and a man.
إن الانتقال من حال الطبيعة إلى الحال
المدنية أوجد في الإنسان تبدلا ملحوظا، إذ أحل في سلوكه، العدل محل الوهم الفطري،
و أكسب أفعاله أدبا كان يعوزه من قبل. عند ذاك فقط، إذ حل صوت الواجب محل الباعث
المحرك الجسماني، و الحق محل الشهوة، اضطر الإنسان، الذي لم يكن يراعي من قبل إلا
ذاته، اضطر أن يسير على مبادئ أخرى و أن يستشير عقله قبل أن يصغي لميوله. إنه و إن
يكن قد حرم، في هذه الحال، مزايا كثيرة استمدها من الطبيعة، فلقد اكتسب بدلا منها
مزايا أخرى كبيرة: لقد انجلت قواه العقلية و نمت، و اتسعت أفكاره، و نبلت عواطفه،
و سمت نفسه كلها حتى إنه كان يجب عليه – لولا أنه تجاوز الحد و أسرف في هذه الحياة
الجديدة، مما جعله أحط منزلة منه في الحياة التي خرج منها – كان عليه أن يبارك،
بلا انقطاع، الساعة السعيدة التي انتزعته من تلك الحياة إلى الأبد، و التي جعلت
منه كائنا ذكيا و رجلا، بعد أن كان حيوانا بليدا محدود الفهم.
و قصارى القول، في تعبير تسهل به
الموازنة بين ما يفقده و ما يجنيه من ربح، أن ما يفقده الإنسان بالعقد الاجتماعي،
هو حريته الطبيعية، و الحق غير المحدود الذي كان له على كل ما يستهويه و يجنيه و
يمكنه الوصول إليه، و أما ما يكسبه فالحرية المدنية.
يونيو 2014
تعليقات
إرسال تعليق