"الإسلام بين العلم والمدنية " قصة كتاب مُحرف .



كتاب الإسلام بين العلم والمدنية للشيخ  محمد عبده  واحد من أهم الكتب التنويرية أو كتب الفكر الإسلامي المستنيرالتي تعرضت لقضية هامة وخطيرة هي  موضوع علاقة الإسلام بالعلم .أو مواجهة الدين والعلم .. ولم يكن موضوع الكتاب هو فقط مبعث أهميته بل كان كاتبه  أيضاًُ. حيث أن الشيخ محمد عبده -وهو بالطبع غني عن التعريف - اسم له ثقله فى تاريخ الفكر الإسلامي والفكرعموماً.وهو بحق واحد من المجددين المتميزين فى الفكر الإسلامي وفى العصر الحديث خاصة .. المهم أننا في البداية كنا نقرأ عن هذا الكتاب فى الكثير من المقالات والكتب كواحد من أهم الكتب التي ناقشت هذا الموضوع  و قرأت الكتاب فى أكثر من طبعة  وكانت كلها (دراسة :دكتور عاطف العراقي ) وكان السؤال هل لا توجد نسخة من الكتاب بدون دراسة عاطف العراقي .؟ . هل عندما كتبه الشيخ محمد عبده  ونشره لأول مرة كان أيضاً دراسة د. عاطف العراقي ..! وعندما قرأت الكتاب شعرت ( بأنه فيه حاجة غلط ) الموضوع غير مترابط ،غيرمتماسك و الأجزاء غير متناسقة مع بعضها ، كان يبدو كأنه دراسة لعاطف العراقي أقرب من كونه كتاب لمحمد عبده. ثم رفضت أن أكمل قراءته لعجزي عن التفاعل معه أو لحين أجد نسخة أخرى بدون د.عاطف العراقي ..! .ومنذ أيام قرأت بالصدفة البحتة  كتاب "هذا إسلامنا .خلاصات الأفكار  لد .محمد عمارة ..والذي  يتحدث فيه - من وجهة نظر مضادة - عن التنوير والتغريب ويشرح بعض خلاصات الأفكار الاسلامية..و لحسن حظي وجدت مقالاً داخل الكتاب يتحدث عن كتاب الإسلام دين العلم والمدنية ويحكي قصته ..!:-وكانت الصدمة 
كتاب المتداول بيننا هذة الأيام والمسمى "الإسلام بين العلم والمدنية " لم يكتبه الشيخ محمد عبده ..!! يالها من صدمة ..
تبدأ القصة عندما كان يكتب الكاتب الماروني الأصل فرح أنطون وهو أحد المثقفين الذين شكلوا نواة حركة التنوير العربية 
مقالات في جريدة الجامعة عن العلم ودوره فى نهضة اوروبا وتسامح الدين المسيحي مع العلم .. وجاء فيها أن المسيحية أكثر تسامحاً مع العلم والمدنية من الإسلام الذي يضطهد العلم والعلماء .و إن الإسلام صدره لا يتسع للعلم ولذلك أصاب  التخلف والجمود  المسلمين على عكس المسيحية التي تسامحت مع العلم وكان لها دور في نهضة أوروبا .وكان ذلك فى العام 1902فكتب الشيخ محمد عبده مقالات فى مجلة المنار ترد على هذا الإدعاء ..وفيما بعد قام الشيخ محمد رشيد رضا بعد أن استأذن الشيخ محمد عبده بتجميع هذة المقالات ونشرها فى صورة كتاب تحت مسمى "الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية " وكان قد استأذن الشيخ فى هذا العنوان . وطُبع الكتاب مرتين فى حياة الاستاذ الإمام و,وطُبع  فيما بعد عدة طبعات بالاسم ذاته ... حتى جاءت الستينيات.. فطبع الكتاب فى حملة ثقافية سميت المواجهة بالتنوير تحت اسم الإسلام بين العلم والمدنية ،ومن بومها إلى الأن ونحن نقراً كتاباً  محرفاً ومزيفاً ..!!.!. لأنهم لم يكتفوا فقط بتغيير اسم الكتاب - ولو فعلوا لهانت - انما فعلوا ماهو أكبر وأشد وطأة من ذلك ..حيث قاموا بالتحريف والتغيير في محتوي الكتاب ومضمونه حتى أخرجوه كتاباً مشوهاًُ لاقيمة له .فإذا نظرت إلى أصل الكتاب وجدته مقسوم قسمين القسم الأول وعنوانه "في النصرانية " وفيه ردود على شبهات "الجامعة " وعرض لأضطهاد العلم والمدنية في النصرانية ، ثم يعرض لنفي الأقتتال بين المسلمين لأجل الأعتقاد وتساهل المسلمين مع أهل العلم والنظر من كل ملة .ثم ينتقل الكتاب  إلى "طبيعة الدين المسيحى " فيعرض الشيخ للأصول الستة للنصرانية و النتائج التي ترتبت عليها ودورها فى التعامل مع العلم والمدنية .. أم القسم الثاني فعنوانه "في الإسلام " ويعرض الشيخ فيه ايضاً أصول الإسلام والنتائج التي ترتبت عليها .وكيف تعامل الإسلام مع العلم والمدنية وموضوعات أخرى  ..  فإذا نظرنا إلى الكتاب الموضوع والمعروف بإسم "الإسلام بين العلم والمدنية " فإننا نرى مثلا في طبعة دار الهلال المنشورة عام 1960 فإننا نجده في ستة  موضوعات وتقديم بقلم الأستاذ طاهر الطناحي رئيس تحرير مجلة الهلال أنذاك ، ثم الإسلام والمسلمون ،ثم المسألة الإسلامية بين هانوتو والإمام ، ثم اصول الإسلام ، ثم اشتغال المسلمين بالعلوم الأدبية والعقلية ، ثم الإسلام في أوائل القرن العشرين ، ثم 
الإسلام و مدنية أوروبا كما توضح الصورة .:

اضغط على الصورة لعرضها بحجم أكبر ..

فإذا انتقلنا لطبعة أخرى وهي طبعة دار قباء والمنشورة ضمن مشروع مكتبة الأسرة -مهرجان القراءة للجميع عام 1998 بدراسة وتصدير د.عاطف العراقي .وهي الأشهر والأكثر تداولاً فإننا نجد محتويات أخرى ..كما توضح الصورة
اضغط على الصورة لعرضها بحجم أكبر ..
وهكذا نجد أمامنا طبعتين مختلفتين فى محتواهما أشد الأختلاف مع أنهما -فيما يفترض - لكتاب واحد وكتبهما كاتب واحد ..
لكن الحق يقال إن الطبعة الثانية هي اقرب إلى المحتوى الأصلى من طبعة دار الهلال التى جدفت تجديفاً يثير الدهشة والعجب ..
  goodreads والحمد لله فإن الله وفقنا واستطعنا الحصول على نسخة عن طريق الأنترنت  وقمنا باضافتها إلى موقع
الخاص بتقييم الكتب . يمكنكم رؤيتها وتحميلها  من هنا

تعليقات