بداخل كل منا لغم كبير اسمه العاطفة 
. تلك العاطفة التى تتعارض مع العقل والموضوعية التى تقود الأنسان إلى فعل اشياء كثيرة غاب عنها العقل والمنطق والموضوعية . الانسان تحت حكم العاطفة كالمدمن تحت تأثير المخدرات ، لايعى مايفعل، قد لايدرك مايقول أو يتصرف تصرفات غريبة ربما تنم عن الجنون ولكنه لايستحق منا الا أن نتلمس له الأعذار أو أن ننظر له بعين الشفقة و الأشفاق تماماً كما ننظر للمختلين عقلياً . أذكر ذلك الأسبوع الذى قضيته تحت حكم العاطفة فى ايام الثورة المصرية يناير 2011 فبعد الخطاب العاطفى للرئيس
السابق محمد حسنى مبارك فى الأول من فبراير وبعد أن كنت متضامناً مع الثورة وشبابها غير أنى لم أذهب
الى ميدان التحرير خلال تلك الفترة .. نجح مبارك فى هذا الخطاب فى أن يلعب على وتر العاطفة فإذا بى اكاد أبكى وقد تعلق قلبي يالرجل وأوافقه على أن يظل فى السلطة حتى نهاية فترتة الرئاسية . وأرى فيما قاله أعظم مكتسبات للثورة . وهنا بدأ حكم العاطفة .......
صباح الاربعاء الثانى من  فبراير2011..
اليوم التالى لخطاب مبارك . وقعت معركة دموية بين البلطجية ومؤيدين لمبارك وبين شباب الثورة فى التحرير
والتى عرفت فيما بعد باسم موقعة الجمل . يكاد ينفطر قلب المرء لما يراه من مشاهد دموية واصابات وأشياء تحرك الصخرو تجعل الدم يغلى فى العروق . وإذا بى وقد أحكم قيد العطفة قبضتة بارداً بليد الشعور معللاً السبب فى برودى بأن الثوار هم المخطئون. لماذا لم يرحلوا ؟ ألم يكفينا تعطيل لمصالح البلد ؟ الم  يتوعد الرجل بتنفيذ جميع الاصلاحات . أنهم يعملون لصالح أمريكا ولصالح اجندات خارجية .!!!!!
اللعنة على العاطفة التى تجلت بداخلى . فاذا بى شديد الحب لمبارك وكاره لكل ما يعارضه من الثورة وشباب الثورة وحتى الدكتور البرادعى الذى كنت مؤيداً له ووقعت على بيان التغيير فى مارس 2010 وأيدته طيلة عام
أجدنى أكرهه .......!!!!!
ما أحمق الأنسان عندما تحكمه العاطفة ....
والغريب أننى أيضاً لم اقضى سوى بضعة ايام فى هذا السجن  حتى كتب الله لى الخروج منه عندما ظهر الشاب الندى وائل غنيم فاحدى القنوات الفضائية يوم 7 فبراير 2011  وحكى لنا القصة والمأساة ثم بكى على صور الشهداء فى مشهد خطف قلوب الكثيرين . فإذا بى أعود إلى رشدى منقلباً على مبارك ومؤيداً للثورة . والحمد لله ...
وبالرغم من أن تلك الأيام التى قضيتها فى سجن العاطفة كانت أيام مقيتة . إلا انها لقنتنى درساً جليلاً . وهو أنه من المستحيل أن تطغى عاطفة الأنسان على عقلة الآ اذا كانتا كلا الكفتان متساويتان . فأما اذا ثقلت كفة العقل
خفت كفة العاطفة .والعكس يصح . بمعنى أننى لو كنت عارفاً بفساد مبارك وجرائمة لم أكن ابداً ساتأثر  بخطاب مبارك .فستكون حينئذ كفة العقل راجحة . اما لما تساوت الكفتين فرجحت كفة العاطفة . ومنذ تلك الأيام وقد أخذت قرارى بأن لا أحكم على شيئاً الا بعد ترجيح كفة العقل 
.....
.....
تعليقات
إرسال تعليق